يَا أبا مُتعبٍ ..
يا أبا مُتعبٍ شَدا كُلُّ قَلبِيومَ بُويعتَ في صفاءٍ و حُبِّ
مَا أُحَيْلى اللقاءَ إذْ أقْبلَ الملكُ.. و أقبلتَ في حَفاوةِ شَعْبِ
أشرقَ المُلكُ بالجَلالِ حوالَيْكَ.. و أشرقْتَ في حُنُوٍّ و حَدْبِ
فأتَيناكَ فَرحةً بأبيناو التقَيْنا لقاءَ أهْلٍ و صَحبٍ
فَنَعِمْنا بأريَحِيَّةِ مَلْكٍيَنشُدُ الخَيْرَ في ذَهابٍ و أَوْبِ
عَمرُكَ اللهُ أنتَ خيرَ عَزاءٍلأسانا يا قاصداً خيرَ دربِ
فألُ خيرٍ على البلادِ تَجَلِّيكَ.. صَبوراً يا راقِياً كُلَّ صَعْبِ
فَبِنَفسي هذا البَريقُ بِعَيْنَيْكَ.. كَمَا أَوْعَدَ البَعيدَ بِقُرْبِ
و الغَمامُ الَّذي نصافِحُ يَنهَلُّسقاءً على نَضيرٍ و جَدْبِ
تَفرُشُ العَدلَ للأنامِ حَبيراًو تُناديكَ هِمَّةٌ فَتُلبِّي
فبعزمٍ لا يَعرفُ اليأسَ ماضٍو بصدرٍ لا يَسْأمُ الخَيْرَ رَحْبِ
مُسْتعيناً مدى يقينِكَ باللهِ.. أَتِيًّا كَذي مَناهلَ عَذْبِ
يا نصيرَ الضَّعيفِ يا هازمَ الفقرِ.. كِفاحاً و يا استواءَ المُكِبِّ
تَخِذَ المجدُ منْ مآثِرِكَ الدُّرِّفَريداً لعُنقِهِ المُشْرَئِبِّ
و رأى الحَزمُ للحَنيفِ حُساماًصائبَ الرّأيِ في سلامٍ و حَربِ
يا أبا مُتعبٍ أتيناكَ بالحُبِّ.. كما جئتنا بقلبٍ مُحبِّ
إنَّ من نعمةِ الإلهِ عليناأن نرى المُلكَ غافراً كُلَّ ذنبِ
حَسُنَتْ أُسوةً لمن شاءَ منَّاأنْ يكونَ الكريمَ بعدَ التَّـأَبِّي
فإذا كانَ مِنْ أذىً و جفاءٍفَهو الآن في غَيَابةِ جُبِّ
سَنُجاريكَ في صَفائك للناسِ.. و في رحمةِ الغَفورِ المُرَبِّي
نَترُكُ المَنَّ و الأذى لِسِوانالا وصالٌ و لا زيارةَ غِبِّ
فَإلى المجدِ شَامخاً يا مَليكيمَعَك اللهُ كُلَّ شرقٍ و غَربِ
شعر
زياد بنجر